Skip to main content

هل شعرت يومًا بخوف من كلمة “ورم دماغي”، وتساءلت عن الخيارات الجراحية المتاحة؟

تُعد الأورام الدماغية من أكثر الأمراض العصبية تعقيدًا وتحديًا، نظرًا لموقعها الحساس داخل الجمجمة وقدرتها على التأثير بشكل كبير على وظائف الجسم الحيوية.

سواء كانت هذه الأورام حميدة أو خبيثة، فإنها يمكن أن تسبب مجموعة واسعة من الأعراض، بدءًا من الصداع البسيط إلى مشاكل حادة في الحركة، النطق، الرؤية، وحتى الوظائف المعرفية.

في كثير من الحالات، يُعد التدخل الجراحي لاستئصال الورم هو حجر الزاوية في العلاج، حيث يهدف إلى إزالة أكبر قدر ممكن من الورم بأمان، مع الحفاظ على الوظائف العصبية للمريض.

هذه العملية ليست مجرد إجراء طبي؛ إنها رحلة تتطلب دقة فائقة، تقنيات متقدمة، وفريقًا طبيًا متخصصًا متعدد التخصصات.

يُنفّذ هذا الإجراء في بيئات طبية متقدمة، مثل مستشفى ليفا في تركيا، باستخدام أحدث التقنيات مثل الجراحة بمساعدة الكمبيوتر والتخطيط ثلاثي الأبعاد.

الأورام الدماغية

فهم الأورام الدماغية ودواعي الاستئصال الجراحي

لفهم دواعي استئصال الأورام الدماغية، من الضروري أولاً معرفة أنواع هذه الأورام وتأثيرها على الدماغ. يمكن تصنيف الأورام الدماغية إلى نوعين رئيسيين:

أورام الدماغ الأولية: تنشأ داخل الدماغ نفسه. يمكن أن تكون حميدة (غير سرطانية) مثل الأورام السحائية (Meningiomas) والأورام العصبية السمعية (Acoustic Neuromas)، أو خبيثة (سرطانية) مثل الأورام الدبقية (Gliomas) والتي تُعد الأكثر شيوعًا وخطورة.

أورام الدماغ الثانوية (النقائل): تنتشر إلى الدماغ من سرطانات في أجزاء أخرى من الجسم (مثل الرئة، الثدي، الكلى، أو الجلد). هذه الأورام دائمًا ما تكون خبيثة.

تتسبب الأورام الدماغية في ظهور الأعراض من خلال آليتين رئيسيتين: إما عن طريق الضغط المباشر على أجزاء حيوية من الدماغ بسبب زيادة حجمها، أو عن طريق زيادة الضغط داخل الجمجمة (Intracranial Pressure) بسبب احتلالها للمساحة أو إعاقة تدفق السائل الدماغي الشوكي.

تشمل الأعراض الشائعة الصداع المزمن، الغثيان والقيء، النوبات، التغيرات في الشخصية أو السلوك، مشاكل في الرؤية أو السمع، ضعف في الأطراف، أو صعوبة في التوازن والكلام.

لماذا الجرحة لإزالة الأورام الدماغية؟

تُعد الجراحة هي الخيار العلاجي الأساسي للعديد من الأورام الدماغية، وتشمل الدواعي الرئيسية لاستئصال الورم ما يلي:

تأكيد التشخيص: غالبًا ما تكون الجراحة ضرورية للحصول على عينة من الورم (خزعة) لتحديد نوعه، درجة خطورته، وتحديد خطة العلاج الأنسب.

تخفيف الضغط: إزالة الورم يمكن أن تخفف الضغط على الدماغ والهياكل العصبية المحيطة، مما يؤدي إلى تحسن فوري في الأعراض.

إزالة الورم بالكامل أو جزئيًا: الهدف الرئيسي هو إزالة الورم بالكامل إن أمكن، خاصة في الأورام الحميدة، لتحقيق الشفاء. في الأورام الخبيثة، تهدف الجراحة إلى إزالة أكبر قدر ممكن من الورم لزيادة فعالية العلاجات الإضافية مثل العلاج الإشعاعي والكيميائي.

تحسين جودة الحياة: حتى لو لم يكن بالإمكان إزالة الورم بالكامل، فإن تخفيض حجمه يمكن أن يخفف الأعراض ويحسن نوعية حياة المريض.

إن اتخاذ قرار بإجراء جراحة الدماغ يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل جراحي الأعصاب، أطباء الأورام العصبية، أخصائيي الأورام، وأخصائيي الأعصاب، مع الأخذ في الاعتبار موقع الورم، حجمه، نوعه، وحالة المريض الصحية العامة.

التقنيات الجراحية لاستئصال أورام الدماغ

لقد شهدت جراحة أورام الدماغ تطورًا هائلًا بفضل التقدم التكنولوجي، مما سمح لجراحي الأعصاب بالوصول إلى الأورام المعقدة بأمان ودقة أكبر. لم تعد الجراحة مجرد فتح الجمجمة، بل هي عملية متطورة تعتمد على مزيج من التقنيات لضمان أفضل النتائج.

بضع القحف (Craniotomy)

تُعد هذه الطريقة هي الأكثر شيوعًا. تتضمن إزالة جزء مؤقت من عظم الجمجمة للوصول إلى الدماغ واستئصال الورم. بعد إزالة الورم، يُعاد الجزء العظمي المزال إلى مكانه ويثبت بصفائح ومسامير صغيرة. يمكن أن تُجرى هذه العملية بطرق مختلفة:

بضع القحف الموجه بالصورة (Image-Guided Craniotomy)

يُستخدم نظام ملاحة حاسوبي (Neuronavigation) يُشبه نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتوجيه الجراح بدقة متناهية إلى موقع الورم بناءً على صور الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للدماغ. هذا يزيد من دقة الاستئصال ويقلل من الأضرار الجانبية للأنسجة السليمة.

بضع القحف الواعي (Awake Craniotomy)

في بعض الحالات، خاصة عندما يكون الورم قريبًا من مناطق الدماغ المسؤولة عن وظائف حيوية مثل الكلام أو الحركة، يُبقي المريض مستيقظًا جزئيًا أثناء جزء من العملية. يسمح هذا للجراح باختبار وظائف الدماغ في الوقت الفعلي أثناء الاستئصال، مما يساعد على تجنب إتلاف المناطق الحساسة.

استخدام المجهر الجراحي (Microscope)

يلجأ الأطباء إلى المجهر الجراحي عالي التكبير لتوفير رؤية واضحة ومفصلة للأوعية الدموية الدقيقة والأعصاب، مما يُمكن الجراح من استئصال الورم بدقة متناهية.

الجراحة بالمنظار (Endoscopic Surgery)

هذه التقنية تستخدم في حالات معينة، خاصة للأورام التي يمكن الوصول إليها من خلال فتحات طبيعية أو شقوق صغيرة. على سبيل المثال، يمكن إزالة بعض أورام الغدة النخامية عبر الأنف والجيوب الأنفية (Transnasal Endoscopic Surgery) دون الحاجة إلى فتح الجمجمة. تُدخل أنبوبة رفيعة تحتوي على كاميرا صغيرة وأدوات جراحية عبر فتحة صغيرة.

في مراكز طبية عالمية المستوى مثل مستشفى ليفا في تركيا، يتوفر أحدث التقنيات الجراحية والمعدات المتطورة، بالإضافة إلى فريق من جراحي الأعصاب ذوي الخبرة العالية، مما يضمن تقديم رعاية متكاملة ودقيقة لمرضى أورام الدماغ.

التحضير لعملية استئصال الأورام الدماغية

يُعد التحضير لعملية استئصال الأورام الدماغية مرحلة حاسمة لا تقل أهمية عن الجراحة نفسها. يتطلب هذا التحضير تنسيقًا وثيقًا بين المريض، عائلته، والفريق الطبي، لضمان أفضل النتائج الممكنة وتقليل المخاطر.

  • التقييم الطبي الشامل: يُجري الفريق الطبي سلسلة من الفحوصات لتقييم الصحة العامة للمريض ومدى ملاءمته للجراحة والتخدير. يشمل ذلك تحاليل الدم الشاملة، تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، وأشعة الصدر. يتم تقييم أي حالات طبية مزمنة مثل أمراض القلب، السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى، وتعديل الأدوية اللازمة لضمان استقرار حالة المريض قبل الجراحة.
  • التصوير الدماغي المتقدم: تُجرى فحوصات تصويرية مفصلة للدماغ مثل الرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) مع مواد تباين. تساعد هذه الصور في تحديد الموقع الدقيق للورم، حجمه، علاقته بالهياكل الدماغية الحيوية، وتخطيط مسار الجراحة بأقصى دقة. في بعض الأحيان، تُستخدم تقنيات متقدمة مثل الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتحديد مراكز اللغة والحركة.
  • وقف بعض الأدوية: سيُطلب من المريض التوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تزيد من خطر النزيف، مثل مميعات الدم (الأسبرين، الوارفارين) أو بعض المكملات العشبية، قبل فترة محددة من الجراحة.
  • التحضير النفسي والعقلي: تُعد جراحة الدماغ تجربة مرهقة نفسيًا. سيقدم الفريق الطبي الدعم والمشورة للمريض وعائلته، والإجابة على جميع الأسئلة لتخفيف القلق. قد يُطلب من المرضى الذين يعانون من القلق الشديد استشارة طبيب نفسي.
  • التدخين والكحول: يُنصح المدخنون بالإقلاع عن التدخين قبل الجراحة بعدة أسابيع، حيث يمكن أن يؤثر التدخين سلبًا على عملية التعافي ويزيد من مخاطر المضاعفات. كما يُنصح بتجنب الكحول.
  • الاستعداد للتعافي: يجب على المريض وعائلته التخطيط لمرحلة التعافي في المنزل. قد يحتاج المريض إلى مساعدة في الأنشطة اليومية، وقد تكون هناك حاجة لتعديلات بسيطة في البيئة المنزلية لضمان سلامته وراحته.
  • الصيام: يجب على المريض الامتناع عن الطعام والشراب لعدد معين من الساعات قبل الجراحة، وفقًا لتعليمات طبيب التخدير.

ماذا يحدث في هذه العملية؟

تُعد عملية استئصال الورم الدماغي إجراءً معقدًا يتطلب أعلى مستويات الدقة والخبرة الجراحية. تُجرى العملية في غرفة عمليات مجهزة بأحدث التقنيات، وتستغرق عدة ساعات حسب حجم الورم وموقعه.

  • التخدير والتموضع: بعد إعطاء التخدير العام، يتم وضع المريض على طاولة العمليات في وضع يسهل وصول الجراح إلى الورم. يتم تثبيت الرأس بعناية لمنع أي حركة أثناء الجراحة.
  • حلاقة الشعر وتطهير فروة الرأس: يتم حلاقة جزء من الشعر في منطقة الشق الجراحي، ثم تُطهر فروة الرأس بمحلول مطهر لتقليل خطر العدوى.
  • الشق الجراحي وبضع القحف: يُجري الجراح شقًا في فروة الرأس والعضلات والأنسجة، ثم يُستخدم مثقاب جراحي خاص لعمل ثقوب صغيرة في الجمجمة. تُوصل هذه الثقوب بمنشار جراحي لقطع جزء من عظم الجمجمة (بضع القحف) بشكل مؤقت.
  • الوصول إلى الدماغ وتحديد موقع الورم: بعد رفع قطعة العظم، يُفتح الغشاء الواقي للدماغ (الأم الجافية). يُستخدم نظام الملاحة العصبية (Neuronavigation) والمجهر الجراحي لتحديد الموقع الدقيق للورم والتخطيط لمسار آمن للوصول إليه، مع تجنب الأوعية الدموية والأعصاب الحيوية. في بعض الحالات، يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية داخل الجراحة لتحديد حدود الورم.
  • استئصال الورم: يبدأ الجراح في إزالة الورم بعناية فائقة، محاولًا استئصال أكبر قدر ممكن منه مع الحفاظ على الأنسجة الدماغية السليمة المحيطة. في حالات بضع القحف الواعي، يقوم الجراح باختبار وظائف المريض (مثل الكلام أو الحركة) أثناء الاستئصال.
  • إغلاق الشق: بعد استئصال الورم والتحكم في أي نزيف، تُغلق الأم الجافية، وتُعاد قطعة العظم إلى مكانها وتُثبت بصفائح ومسامير صغيرة مصنوعة من التيتانيوم. ثم تُغلق طبقات الأنسجة والعضلات وفروة الرأس بالغرز أو الدبابيس الجراحية.
  • الاستيقاظ من التخدير: يُنقل المريض إلى غرفة الإفاقة حيث يتم مراقبته عن كثب حتى يستعيد وعيه تمامًا وتستقر علاماته الحيوية.

التعافي بعد عملية استئصال الأورام الدماغية

يُعد التعافي بعد عملية استئصال الأورام الدماغية عملية تدريجية تتطلب صبرًا، رعاية مكثفة، والتزامًا ببرنامج إعادة التأهيل. يختلف مسار التعافي بشكل كبير من شخص لآخر بناءً على حجم الورم وموقعه، مدى تعقيد الجراحة، والعمر، والصحة العامة للمريض.

المرحلة المبكرة (في المستشفى – أيام إلى أسبوعين)

وحدة العناية المركزة (ICU): يُنقل العديد من المرضى إلى وحدة العناية المركزة (ICU) بعد الجراحة للمراقبة الدقيقة للوظائف العصبية، ضغط الدم، ومستويات الأكسجين.

إدارة الألم: يتم التحكم في الألم بشكل فعال باستخدام الأدوية الموصوفة.

.المراقبة العصبية: يتم إجراء فحوصات عصبية متكررة لتقييم الوعي، الحركة، الإحساس، ووظائف الدماغ الأخرى.

الحركة المبكرة: يُشجع الفريق الطبي المريض على الحركة المبكرة والخفيفة (مثل الجلوس والمشي لمسافات قصيرة) بمساعدة المعالجين الطبيعيين لمنع المضاعفات مثل جلطات الدم وتحسين الدورة الدموية.

إزالة الغرز/الدبابيس: تُزال الغرز أو الدبابيس الجراحية عادةً بعد حوالي 7-14 يومًا من الجراحة.

المرحلة المتوسطة (في المنزل أو مركز التأهيل – أسابيع إلى أشهر)

إعادة التأهيل: تُعد إعادة التأهيل حجر الزاوية في التعافي. قد يحتاج المريض إلى علاج طبيعي لاستعادة القوة والتوازن، علاج وظيفي لاستعادة المهارات اليومية، وعلاج النطق إذا تأثرت قدرة الكلام.

إدارة الأعراض: قد يعاني المريض من التعب، الصداع، أو تغيرات في المزاج. تُدار هذه الأعراض بالأدوية المناسبة والنصائح المعيشية.

المتابعة الطبية: تُجرى زيارات متابعة منتظمة مع جراح الأعصاب وأخصائي الأورام لمراقبة التعافي، وتقييم الحاجة إلى علاجات إضافية (مثل العلاج الإشعاعي أو الكيميائي)، ومراقبة أي علامات على تكرار الورم.

العودة التدريجية للأنشطة: يُسمح للمريض بالعودة تدريجيًا إلى الأنشطة اليومية العادية، ولكن يجب تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الأنشطة المجهدة حتى الحصول على موافقة الطبيب.

المرحلة المتأخرة (أشهر إلى سنوات)

التعافي الكامل: يمكن أن يستمر التعافي لعدة أشهر أو حتى سنوات، وقد تظل بعض الآثار الجانبية خفيفة.

المراقبة طويلة الأمد: يُعد المتابعة طويلة الأمد مع الفريق الطبي ضرورية لمراقبة صحة الدماغ بشكل عام واكتشاف أي تغيرات مبكرًا.

الدعم النفسي: قد يحتاج بعض المرضى إلى دعم نفسي أو استشارة للتكيف مع التغيرات بعد الجراحة وتحديات التعافي.

في مستشفى ليفا في تركيا، يُقدم فريق طبي متكامل برامج إعادة تأهيل شاملة ومخصصة لكل مريض، بالتعاون مع أخصائيي العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق، لضمان تعافٍ فعال وتحسين جودة حياة المريض قدر الإمكان.

عملية الأورام الدماغية

المخاطر والمضاعفات المحتملة

على الرغم من التقدم الكبير في جراحة الدماغ، إلا أن عملية استئصال الأورام الدماغية تُعد إجراءً جراحيًا رئيسيًا يحمل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. يُناقش الجراح هذه المخاطر بالتفصيل مع المريض وعائلته قبل الجراحة.

  • المخاطر العامة للتخدير والجراحة: تشمل هذه المخاطر المتعلقة بأي عملية جراحية تتطلب تخديرًا عامًا
  • جلطات الدم: خاصة في الساقين (الخثار الوريدي العميق)، والتي يمكن أن تنتقل إلى الرئتين (الانصمام الرئوي) وتكون مهددة للحياة.
  • تفاعلات تحسسية: تجاه أدوية التخدير أو المواد المستخدمة فضلًا عن الالتهاب الرئوي أو مشاكل الجهاز التنفسي الأخرى
  • مشاكل قلبية: مثل عدم انتظام ضربات القلب أو النوبة القلبية.
  • النزيف: يمكن أن يحدث نزيف داخل الدماغ أثناء الجراحة أو بعدها، وقد يتطلب جراحة إضافية أو نقل دم.
  • العدوى: يمكن أن تحدث العدوى في موقع الجراحة (فروة الرأس أو الجمجمة) أو داخل الدماغ (التهاب السحايا). قد تتطلب العدوى مضادات حيوية أو جراحة إضافية.
  • تلف الدماغ أو الأعصاب: تُعد هذه أخطر المضاعفات، على الرغم من ندرتها بفضل التقنيات المتقدمة. يمكن أن يؤدي تلف الأنسجة الدماغية السليمة المحيطة بالورم إلى ضعف دائم في الوظائف العصبية مثل:
  • التورم الدماغي (Cerebral Edema): يحدث تورم في الدماغ بعد الجراحة وهو أمر طبيعي، ولكن التورم الشديد يمكن أن يسبب ضغطًا ويؤدي إلى مضاعفات، ويُعالج بالأدوية.
  • النوبات: يمكن أن تحدث النوبات بعد الجراحة، حتى لو لم يعاني المريض منها قبل الجراحة. تُعالج بالأدوية المضادة للنوبات.
  • تسرب السائل الدماغي الشوكي (CSF Leak): في حالات نادرة، قد يتسرب السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي من موقع الجراحة، وقد يتطلب إصلاحًا جراحيًا.
  • تكرار الورم: خاصة في الأورام الخبيثة، يمكن أن يعاود الورم الظهور حتى بعد الاستئصال الكامل.
  • مشاكل أخرى: الشلل أو الضعف في الأطراف، مشاكل في النطق (Aphasia) أو الفهم، ومشاكل في الرؤية أو السمع.

التوقعات ونتائج ما بعد عملية استئصال الأورام الدماغية

تتأثر نتائج وتوقعات ما بعد عملية استئصال الأورام الدماغية بعدة عوامل رئيسية، بما في ذلك نوع الورم (حميد أو خبيث)، حجمه وموقعه، مدى إمكانية استئصاله بالكامل، العمر، والصحة العامة للمريض.

  • الأورام الحميدة: في حالة الأورام الحميدة التي يمكن استئصالها بالكامل، تكون التوقعات ممتازة في معظم الحالات، حيث يمكن للمريض التعافي بشكل كامل والعودة إلى حياته الطبيعية دون الحاجة إلى علاجات إضافية. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الأورام الحميدة متابعة دورية للتأكد من عدم تكرارها.
  • الأورام الخبيثة: بالنسبة للأورام الخبيثة، تكون التوقعات أكثر تعقيدًا. تهدف الجراحة إلى إزالة أكبر قدر ممكن من الورم (الاستئصال الكلي أو شبه الكلي) لتحسين فعالية العلاجات المكملة مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. لا تُعد الجراحة علاجًا شافيًا للأورام الخبيثة غالبًا، ولكنها جزء أساسي من خطة علاج متعددة الوسائط تهدف إلى إطالة العمر وتحسين جودته.

الخاتمة

تُعد عملية استئصال الأورام الدماغية إنجازًا طبيًا يجسد قمة التعقيد والدقة في الجراحة العصبية.

إنها تقدم بصيص أمل حيويًا للمرضى الذين يواجهون تحديات الأورام الدماغية، سواء كانت حميدة أو خبيثة.

على الرغم من أن الرحلة تتطلب تحضيرًا دقيقًا، وتمر بمراحل تعافٍ قد تكون صعبة، وتحمل بعض المخاطر، إلا أن الفوائد المحتملة من تخفيف الأعراض، تحسين جودة الحياة، وفي كثير من الأحيان تحقيق الشفاء التام.

تُعد مستشفى ليفا من المراكز الرائدة التي تجمع بين الخبرة الدولية والتقنيات الحديثة في استئصال الأورام الدماغية. يُزوّد المستشفى بمناظير جراحة وتقنيات iMRI وملاحة ثلاثية الأبعاد، ويُنفّذ الجراحة أحيانًا مستيقظًا إذا تطلّبت الحالة ذلك.

كذلك، يعمل الفريق الطبي على المتابعة المكثفة وضبط العلاج الإشعاعي والدوائي لاحقًا، مع توفير الدعم النفسي وإعادة التأهيل لضمان أفضل النتائج للمريض.

أسئلة شائعة

هل يمكن إزالة جميع الأورام الدماغية بالجراحة؟

ليس دائمًا. تعتمد إمكانية استئصال الورم بالكامل على عدة عوامل، منها نوع الورم، حجمه، وموقعه الدقيق في الدماغ. إذا كان الورم يقع في منطقة حساسة جدًا (مثل مركز الكلام أو الحركة) أو كان منتشرًا بشكل واسع، فقد لا يكون الاستئصال الكامل آمنًا.

ما هي المدة التي سأقضيها في المستشفى بعد جراحة الدماغ؟

تختلف مدة الإقامة في المستشفى بناءً على حجم الجراحة، نوع الورم، ومدى سرعة تعافي المريض. بشكل عام، يمكن أن تتراوح الإقامة من بضعة أيام إلى أسبوعين أو أكثر. قد يحتاج بعض المرضى إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لفترة وجيزة بعد الجراحة مباشرة.

هل سأفقد شعري بالكامل بعد الجراحة؟

لا، في معظم الحالات، يتم حلاقة جزء فقط من الشعر في المنطقة التي سيُجرى فيها الشق الجراحي. لا يُزال الشعر بالكامل من الرأس إلا إذا كان ذلك ضروريًا للغاية لحالة محددة. ينمو الشعر مرة أخرى في المنطقة المحلوقة بعد فترة.

هل سأكون واعيًا أثناء جراحة الدماغ؟

في معظم عمليات استئصال الأورام الدماغية (بضع القحف)، يُجرى التخدير العام ويكون المريض فاقدًا للوعي تمامًا. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة والمعقدة، خاصة عندما يكون الورم قريبًا من مراكز وظيفية حيوية، قد يُجرى “بضع القحف الواعي” حيث يُبقى المريض مستيقظًا جزئيًا.

ما هي نسبة نجاح عملية استئصال الأورام الدماغية؟

تختلف نسبة النجاح بشكل كبير اعتمادًا على نوع الورم (حميد مقابل خبيث)، وحجمه، وموقعه، وخبرة الجراح. بالنسبة للأورام الحميدة التي يمكن الوصول إليها بالكامل، فإن نسبة النجاح في الاستئصال الكامل والشفاء يمكن أن تكون عالية جدًا. بالنسبة للأورام الخبيثة، يُقاس النجاح غالبًا بمدى إمكانية إزالة الورم لزيادة فعالية العلاجات المكملة وإطالة العمر وتحسين جودته.

هل سأحتاج إلى علاج إضافي بعد الجراحة؟

يعتمد ذلك بشكل كبير على نوع الورم الذي تم استئصاله. في حالة الأورام الحميدة التي تم استئصالها بالكامل، قد لا يحتاج المريض إلى أي علاج إضافي. أما في الأورام الخبيثة، فإن الجراحة غالبًا ما تكون جزءًا من خطة علاج متعددة الوسائط قد تشمل العلاج الإشعاعي، العلاج الكيميائي، أو العلاج الموجه، لتقليل خطر تكرار الورم.

Leave a Reply