شرايينك هي بمثابة شبكة الطرق الحيوية في جسمك، تنقل الدم الغني بالأكسجين والمغذيات من القلب إلى كل خلية وعضو.
إنها مسؤولة عن إيصال مقومات الحياة إلى أطرافك ودماغك وأعضائك الداخلية.
ولكن عندما تتعرض هذه الشرايين للتلف أو الانسداد بسبب أمراض مثل تصلب الشرايين، فإن تدفق الدم يتوقف أو يقل بشكل كبير، مما يهدد صحة الأعضاء ويعرض المريض لمخاطر جسيمة قد تصل إلى فقدان طرف أو الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
في مواجهة هذه التحديات، تُعد عملية استبدال الشرايين بالجراحة المفتوحة تدخلاً طبيًا بالغ الأهمية، يهدف إلى استعادة تدفق الدم الطبيعي وإنقاذ الأنسجة المهددة، مانحًا للمرضى فرصة حقيقية لاستعادة جودة حياتهم
لحسن الحظ، مستشفى ليفا في تركيا من المراكز الرائدة التي تُنفّذ هذه الجراحة وفق بروتوكولات دقيقة وتقنيات متطورة للتعامل مع معظم الحالات.

أمراض الشرايين التي تتطلب الاستبدال
تُعد أمراض الشرايين، وخاصة تصلب الشرايين (Atherosclerosis)، السبب الرئيسي الذي يدفع الأطباء إلى التفكير في استبدال الشرايين.
تصلب الشرايين هو حالة تتراكم فيها اللويحات الدهنية (البلاك) داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وتصلبها وفقدان مرونتها.
تزداد مخاطر الإصابة بهذه الأمراض مع التقدم في العمر، ووجود عوامل مثل التدخين، السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، والسمنة. الفحص والتشخيص المبكر يلعبان دورًا حاسمًا في تحديد الحاجة إلى التدخل الجراحي.
هذا التضييق يقلل من تدفق الدم وقد يؤدي إلى انسداد كامل. تشمل الحالات الشائعة التي تتطلب جراحة استبدال الشرايين:
- مرض الشرايين المحيطية (Peripheral Artery Disease – PAD): يؤثر على الشرايين التي تغذي الساقين والذراعين. يمكن أن يسبب ألمًا عند المشي (العرج المتقطع)، تقرحات لا تلتئم، وفي الحالات الشديدة، غرغرينا قد تتطلب بتر الطرف.
- أمراض الشريان السباتي (Carotid Artery Disease): تضيقات في الشرايين السباتية في الرقبة التي تغذي الدماغ. إذا انفصلت قطعة من اللويحة، يمكن أن تسد وعاءً دمويًا في الدماغ وتسبب سكتة دماغية (Stroke).
- تمدد الأوعية الدموية (Aneurysm): ضعف في جدار الشريان يؤدي إلى انتفاخه أو تمدده، مثل تمدد الشريان الأورطي البطني (Abdominal Aortic Aneurysm – AAA). إذا انفجر هذا التمدد، فإنه يُشكل خطرًا مميتًا.
- انسداد الشرايين الكلوية (Renal Artery Stenosis): تضييق الشرايين التي تغذي الكلى، مما قد يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم يصعب السيطرة عليه أو يؤدي إلى فشل كلوي.
التحضير للجراحة المفتوحة
إن التحضير لعملية استبدال الشرايين بالجراحة المفتوحة يُعد مرحلة حاسمة لضمان أفضل النتائج وتقليل المخاطر المحتملة.
تبدأ هذه المرحلة بتقييم طبي شامل للمريض، يشمل مراجعة دقيقة للتاريخ المرضي، إجراء فحص بدني مفصل، وسلسلة من الفحوصات التشخيصية المتقدمة.
بالإضافة إلى الفحوصات، يتم تزويد المريض بتعليمات مفصلة حول كيفية الاستعداد، والتي قد تشمل التوقف عن بعض الأدوية (مثل مميعات الدم) قبل الجراحة، والصيام لعدة ساعات قبل العملية، والإقلاع عن التدخين قبل العملية بوقت كافٍ لتحسين فرص الشفاء.
يُقدم الفريق الطبي الدعم النفسي والإجابة على جميع استفسارات المريض لتقليل القلق وتهيئة المريض للعملية. من بين الفحوصات المهمة:
- تحاليل الدم الشاملة: لتقييم وظائف الكلى والكبد، ومستويات السكر والكوليسترول، وعوامل التخثر.
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG) ومخطط صدى القلب (Echocardiogram): لتقييم صحة ووظيفة القلب، حيث أن القلب السليم ضروري لتحمل الجراحة.
- التصوير الوعائي (Angiography): مثل تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA)، أو التصوير المقطعي المحوسب للأوعية (CTA)، أو قسطرة الأوعية الدموية. توفر هذه الفحوصات صورًا تفصيلية للشرايين المصابة، وتحدد موقع وشدة الانسداد أو التمدد.
- اختبارات وظائف الرئة: لتقييم قدرة الجهاز التنفسي، خاصة للمدخنين.
التقنيات الجراحية المفتوحة
تتضمن جراحة استبدال الشرايين المفتوحة إجراءات معقدة تهدف إلى تجاوز أو إزالة الأجزاء التالفة من الشريان.
تتطلب هذه العمليات مهارة جراحية عالية ودقة فائقة، وغالبًا ما تُجرى تحت التخدير العام، مع مراقبة دقيقة لوظائف الجسم الحيوية.
يُعرف مستشفى ليفا في تركيا بتميزه في إجراء هذه الجراحات المعقدة، حيث يضم فريقًا من الجراحين ذوي الخبرة العالية ويستخدم أحدث التقنيات الجراحية. تعتمد التقنية المحددة على موقع ونوع المشكلة:
- جراحة مجازة الشريان (Bypass Surgery): هذه هي العملية الأكثر شيوعًا لاستبدال الشرايين. يقوم الجراح بإنشاء مسار جديد (مجازة) حول الجزء المسدود أو المتضيق من الشريان. يتم استخدام طعم وريدي (جزء من وريد سليم من جسم المريض، عادة من الساق) أو طعم صناعي (أنبوب مصنوع من مادة صناعية مثل البولي تترافلورو إيثيلين PTFE أو الداكرون) لربط الشريان السليم فوق الانسداد بالشريان السليم تحته. على سبيل المثال، في جراحة مجازة الشريان الفخذي المأبضي (Femoropopliteal Bypass)، يتم تجاوز انسداد في الشريان الفخذي باستخدام طعم.
- استئصال باطنة الشريان (Endarterectomy): في هذه العملية، يقوم الجراح بعمل شق صغير في الشريان المصاب ويقوم بإزالة اللويحة الدهنية المتراكمة من البطانة الداخلية للشريان مباشرة، مما يعيد تدفق الدم الطبيعي. تُجرى هذه العملية بشكل شائع في الشريان السباتي (Carotid Endarterectomy) لعلاج تضيقات الشريان السباتي ومنع السكتات الدماغية.
- إصلاح تمدد الأوعية الدموية بالجراحة المفتوحة (Open Aneurysm Repair): في حالات تمدد الأوعية الدموية الكبيرة أو المعقدة، يقوم الجراح بفتح المنطقة المتمددة من الشريان (مثل الشريان الأورطي البطني أو الصدري) واستبدالها بطعم صناعي لمنع التمزق.

مخاطر ومضاعفات الجراحة المفتوحة
على الرغم من التقدم الكبير في جراحة الأوعية الدموية، إلا أن عملية استبدال الشرايين بالجراحة المفتوحة تُعتبر إجراءً كبيرًا وتحمل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، والتي يجب على المريض أن يكون على دراية بها:
- النزيف: قد يحدث أثناء الجراحة أو بعدها.
- العدوى: في موقع الشق الجراحي أو داخل الجسم.
- الجلطات الدموية: يمكن أن تتكون جلطات في الساقين (تجلط الأوردة العميقة) أو تنتقل إلى الرئتين (الانسداد الرئوي).
- النوبة القلبية أو السكتة الدماغية: بسبب الضغط على القلب والأوعية الدموية أثناء الجراحة، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية أو وعائية سابقة.
- الفشل الكلوي: يمكن أن يتأثر الكلى مؤقتًا أو دائمًا.
- تلف الأعصاب: قد يؤدي إلى خدر أو ضعف في المنطقة المتأثرة.
- عدم نجاح الطعم: قد لا يعمل الطعم المزروع بالشكل المتوقع، مما يستدعي تدخلاً إضافيًا.
- مشاكل في التخدير: تفاعلات سلبية للأدوية المستخدمة في التخدير.
فترة التعافي والرعاية اللاحقة
تساهم الرعاية اللاحقة الجيدة والالتزام بتغييرات نمط الحياة بشكل كبير في نجاح العملية على المدى الطويل ومنع تكرار المشكلة.
تبدأ فترة التعافي بعد عملية استبدال الشرايين مباشرة بعد الجراحة وتستمر لعدة أسابيع أو حتى أشهر. إنها مرحلة حاسمة تتطلب صبرًا والتزامًا من المريض.
- بعد الجراحة مباشرة: يُنقل المريض عادة إلى وحدة العناية المركزة (ICU) للمراقبة الدقيقة للعلامات الحيوية، وظائف الأعضاء، وأي علامات للنزيف أو العدوى. يتم التحكم في الألم بشكل فعال.
- الانتقال إلى الجناح: بمجرد استقرار الحالة، يُنقل المريض إلى جناح المستشفى، حيث يُشجع على النهوض والمشي لمسافات قصيرة بشكل تدريجي. تُقدم تعليمات حول العناية بالجرح، وتناول الأدوية، والأنشطة التي يجب تجنبها.
- التأهيل الوعائي: يُعد التأهيل الوعائي جزءًا حيويًا من التعافي طويل الأمد. يتضمن برامج تمارين مُراقبة لتقوية الأطراف وتحسين تدفق الدم، بالإضافة إلى تثقيف حول نمط الحياة الصحي، التغذية السليمة، الإقلاع عن التدخين، وإدارة عوامل الخطر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
- المتابعة الدورية: يجب أن يلتزم المريض بالمتابعة الدورية مع الجراح وأخصائي الأوعية الدموية لتقييم حالة الطعم المزروع، ومراقبة أي أعراض جديدة، وتعديل خطة العلاج عند الضرورة.
النتائج طويلة الأمد وتحسين جودة الحياة
على الرغم من أن الطعوم الجراحية قد تدوم لسنوات عديدة، إلا أن من الضروري للمريض الحفاظ على نمط حياة صحي وإدارة عوامل الخطر (مثل ضغط الدم والسكري والكوليسترول) لضمان استمرارية نجاح الجراحة والحفاظ على صحة الشرايين الأخرى في الجسم.
تُقدم عملية استبدال الشرايين بالجراحة المفتوحة نتائج ممتازة على المدى الطويل للعديد من المرضى، مما يؤدي إلى تحسن كبير في جودة الحياة.
الهدف الأساسي من هذه الجراحة هو استعادة تدفق الدم الكافي إلى الأطراف والأعضاء الحيوية، وبالتالي:
- تخفيف الأعراض: يتخلص المرضى عادة من الألم عند المشي (العرج المتقطع) وتقرحات الجلد التي لا تلتئم.
- الحفاظ على الأطراف: تُقلل الجراحة بشكل كبير من خطر البتر في حالات مرض الشرايين المحيطية الشديد.
- الوقاية من المضاعفات الخطيرة: تُقلل جراحة الشريان السباتي من خطر السكتات الدماغية، وتُمنع جراحة تمدد الأوعية الدموية تمزقها المهدد للحياة.
- تحسين نوعية الحياة: يتمكن المرضى من العودة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية والعيش بحياة أكثر نشاطًا وراحة.
خاتمة
في الختام، تُعد عملية استبدال الشرايين بالجراحة المفتوحة من الإجراءات الجراحية المعقدة والمنقذة للحياة، التي تُقدم حلاً فعالاً لأمراض الشرايين الخطيرة.
بفضل الخبرة الجراحية المتقدمة، التقنيات المتطورة، والرعاية الشاملة قبل وبعد الجراحة، يستعيد المرضى القدرة على العيش بحياة طبيعية دون قيود الألم والمضاعفات.
إنها شهادة على القدرة الهائلة للطب الحديث على إعادة بناء “شرايين الحياة” في أجسادنا، وتقديم الأمل في مستقبل صحي ومفعم بالحيوية لكل من يحتاج إلى هذه الرعاية المتخصصة.
تُوفر مستشفى ليفا في تركيا بيئة مثالية لهذه الجراحة، بكل ما يلزم من تكنولوجيا حديثة ورعاية فائقة. لتحقيق أفضل النتائج، لا بد من التزام المريض بخطة إعادة التأهيل والمتابعة الدورية مدى الحياة.
أسئلة شائعة
ما هي المدة التي تستغرقها عملية استبدال الشرايين بالجراحة المفتوحة؟
تختلف المدة حسب الشريان المصاب ومدى تعقيد الحالة، لكنها عادة ما تتراوح بين 3 إلى 6 ساعات أو أكثر في بعض الحالات المعقدة.
هل الجراحة المفتوحة هي الخيار الوحيد لاستبدال الشرايين؟
لا، ليست دائمًا. هناك بدائل مثل القسطرة وتركيب الدعامات أو العلاجات داخل الأوعية الدموية (Endovascular Procedures) التي تُعد أقل توغلاً. ومع ذلك، تبقى الجراحة المفتوحة الخيار الأفضل أو الوحيد في حالات معينة تكون فيها الانسدادات طويلة أو معقدة أو هناك تمدد كبير في الشريان.
كم تستغرق فترة التعافي بعد جراحة استبدال الشرايين؟
تتراوح فترة التعافي الكامل عادة بين 6 إلى 12 أسبوعًا، ولكن قد يُلاحظ التحسن في الأعراض في غضون أسابيع قليلة بعد الجراحة. يعتمد ذلك على صحة المريض العامة ومدى التزامه ببرنامج التأهيل.
هل يمكن أن تعود مشكلة انسداد الشرايين بعد الجراحة؟
نعم، على الرغم من نجاح الجراحة، يمكن أن تتطور انسدادات جديدة في الشرايين الأخرى أو حتى في الطعم المزروع إذا لم يتم التحكم في عوامل الخطر الأساسية (مثل التدخين، السكري، ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم) بشكل فعال.
ما هي القيود التي سأواجهها بعد الجراحة؟
في البداية، قد تكون هناك قيود على رفع الأوزان الثقيلة أو القيادة، وقد يُطلب منك تجنب بعض الأنشطة البدنية الشديدة. سيزودك طبيبك بتعليمات مفصلة حول الأنشطة الآمنة والمحظورة أثناء فترة التعافي.
هل يُعد العمر عاملاً حاسمًا في تحديد إمكانية إجراء الجراحة؟
العمر وحده ليس عادةً العامل الحاسم. الأهم هو الصحة العامة للمريض، وجود أمراض مزمنة أخرى، ومدى قدرة الجسم على تحمل الجراحة والتعافي منها. يتم تقييم كل حالة على حدة.