Skip to main content

قلبك ينبض بتناغم حيث تتزامن الحجرات الداخلية في عملها لتبقى على قيد الحياة وبصحة جيدة.

لكن للآسف ليس جميع الناس محظوظين. إذ يعاني بعض مرضى فشل القلب من خلل يسمى عدم التزامن البطيني، حيث لا تتساوى انقباضات البطين الأيسر والأيمن، ما يفاقم ضعف ضخ الدم.

كذلك، يُعدّ مرض الشريان التاجي (Coronary Artery Disease – CAD) أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة حول العالم، حيث تتراكم اللويحات الدهنية داخل الشرايين التي تُغذي عضلة القلب، مما يؤدي إلى تضيّقها وتقليل تدفق الدم والأكسجين إلى القلب.

هنا تلعب تقنية الشبكات القلبية أو ما يعرف بـالعلاج بالتزامن القلبي (CRT) دورًا محوريًا، حيث تُزرع أقطاب كهربائية وأجهزة دقيقة لإعادة التناغم وزيادة كفاءة الضخ.

تُعتبر هذه الوسيلة من التقنيات المتقدمة المتوفرة في مراكز مثل مستشفى ليفا في تركيا، حيث تُطبق بأحدث المعايير والممارسات لضمان أفضل النتائج للمرضى.

تركيب الشبكات القلبية

مرض الشريان التاجي

يُعدّ مرض الشريان التاجي (CAD) حالة تُصيب الشرايين التاجية، وهي الأوعية الدموية التي تُغذي عضلة القلب بالدم الغني بالأكسجين. يحدث هذا المرض عادةً بسبب تصلب الشرايين (Atherosclerosis)، وهي عملية تتراكم فيها اللويحات الدهنية (الكوليسترول، الدهون، الكالسيوم، ومواد أخرى) داخل جدران الشرايين، مما يُسبب تضيّقها وتصلبها. هذا التضيّق يُعيق تدفق الدم الكافي إلى عضلة القلب، خاصةً أثناء المجهود البدني أو الإجهاد العاطفي.

يمكن أن تتطور أعراض مرض الشريان التاجي بشكل تدريجي أو تظهر بشكل مفاجئ:

  • الذبحة الصدرية
  • ضيق في التنفس
  • الإرهاق الشديد.
  • النوبة القلبية

دواعي تركيب الشبكات القلبية

تُعد عملية تركيب الشبكات القلبية، والمعروفة أيضًا باسم رأب الوعاء التاجي مع الدعامات، خيارًا علاجيًا رئيسيًا لمرضى الشريان التاجي، خاصة في الحالات التي لا يُمكن السيطرة عليها بالأدوية وحدها أو في حالات الطوارئ مثل النوبات القلبية. تشمل الدواعي الرئيسية لتركيب الشبكات القلبية:

  • تخفيف أعراض الذبحة الصدرية: عندما تكون الذبحة الصدرية متكررة أو شديدة وتُؤثر على جودة حياة المريض، ولا تستجيب للعلاج الدوائي.
  • فتح الشرايين المسدودة أو الضيقة: استعادة تدفق الدم الطبيعي إلى عضلة القلب.
  • التعامل مع النوبات القلبية (STEMI/NSTEMI): في حالات النوبة القلبية الحادة، تُجرى العملية بشكل طارئ لفتح الشريان المسدود في أسرع وقت ممكن لتقليل تلف عضلة القلب.
  • تحسين نتائج العلاج الدوائي: عندما تُشير الفحوصات التشخيصية (مثل قسطرة القلب) إلى تضيقات كبيرة في الشرايين التاجية.
  • الوقاية من النوبات القلبية المستقبلية: من خلال تحسين تدفق الدم وتقليل الحمل على القلب.

أنواع الشبكات القلبية المستخدمة

شهدت الشبكات القلبية تطورًا ملحوظًا منذ ظهورها الأول، مما أدى إلى تحسينات كبيرة في نتائج المرضى وتقليل المضاعفات. تُصنف الشبكات القلبية بشكل رئيسي إلى نوعين:

  1. الشبكات المعدنية العارية (Bare-Metal Stents – BMS):
    1. تُصنع هذه الشبكات من سبائك معدنية (مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو الكوبالت والكروم).
    1. وظيفتها الأساسية هي توفير دعم هيكلي للشريان بعد توسيعه بالبالون، مما يمنعه من الانكماش مرة أخرى.
    1. كانت هذه الشبكات هي الجيل الأول المستخدم على نطاق واسع. ومع ذلك، كانت هناك مشكلة شائعة تتمثل في عودة التضيّق داخل الشبكة (In-Stent Restenosis)، والتي تحدث عندما تنمو الخلايا بشكل مفرط داخل الشبكة وتُسبب تضيّقًا جديدًا للشريان. تُقدر نسبة عودة التضيّق بـ 20-30% مع الشبكات المعدنية العارية.
  2. الشبكات الدوائية (Drug-Eluting Stents – DES):
    1. تُعد هذه الشبكات هي المعيار الذهبي في العصر الحديث.
    1. تتكون من شبكة معدنية مغلفة بطبقة رقيقة من بوليمر تُطلق ببطء دواءً معينًا (عادةً مثبطات تكاثر الخلايا) على مدى أسابيع أو أشهر.
    1. يهدف هذا الدواء إلى منع نمو الخلايا المفرط داخل الشبكة، وبالتالي تقليل معدلات عودة التضيّق بشكل كبير (إلى حوالي 5-10% أو أقل).
    1. على الرغم من فعاليتها العالية، تتطلب الشبكات الدوائية فترة أطول من العلاج المزدوج المضاد للصفائح الدموية (مثل الأسبرين والكلوبيدوغريل) لتقليل خطر تكوين الجلطات داخل الشبكة (Stent Thrombosis)، وهي مضاعفة نادرة ولكنها خطيرة.
الشبكات القلبية

التحضير لعملية تركيب الشبكات القلبية

يُعد التحضير الجيد والمُسبق لعملية تركيب الشبكات القلبية أمرًا بالغ الأهمية لضمان سلامة المريض وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

يبدأ هذا التحضير عادةً قبل أيام قليلة من موعد الإجراء، ويتضمن مجموعة شاملة من الفحوصات الطبية والتعليمات الوقائية.

  • التقييم الطبي الشامل: سيقوم طبيب القلب وفريق التمريض بإجراء سلسلة من الفحوصات الطبية لتقييم الصحة العامة للمريض ومدى ملاءمته للإجراء.
  • مناقشة الأدوية: سيُطلب من المريض تزويد الطبيب بقائمة كاملة بجميع الأدوية التي يتناولها، بما في ذلك المكملات الغذائية والأعشاب.
  • العلاج المضاد للصفائح الدموية: غالبًا ما يُوصف للمريض دواء مضاد للصفائح الدموية (مثل الأسبرين والكلوبيدوغريل أو تيكاجريلور) لبدء تناوله قبل يوم أو يومين من الإجراء. هذا الدواء ضروري لتقليل خطر تكوّن الجلطات داخل الشبكة بعد تركيبها.
  • الصيام: يجب على المريض الامتناع عن الطعام والشراب لعدد معين من الساعات (عادةً 6-8 ساعات) قبل الإجراء، وفقًا لتعليمات الطبيب، لضمان سلامة التخدير الموضعي أو التخدير الخفيف المستخدم.
  • إزالة المتعلقات الشخصية: سيُطلب من المريض إزالة أي مجوهرات، نظارات، عدسات لاصقة، أطقم أسنان، أو أجهزة سمعية قبل الإجراء.
  • التثقيف والموافقة المستنيرة: يُعد فهم الإجراء بالكامل، والمخاطر والفوائد المحتملة، وما يمكن توقعه خلال وبعد العملية، أمرًا حيويًا. سيقوم الطبيب بشرح الإجراء بالتفصيل والإجابة على جميع أسئلة المريض، وسيُطلب من المريض التوقيع على نموذج الموافقة المستنيرة.
  • التخطيط لما بعد الإجراء: على الرغم من أن المريض قد يعود إلى المنزل في نفس اليوم أو اليوم التالي، يُنصح بترتيب من يُقلّه إلى المنزل، حيث لا يُسمح له بالقيادة بعد الإجراء مباشرة.

ماذا يحدث أثناء عملية تركيب الشبكات القلبية؟

تُعد عملية تركيب الشبكات القلبية إجراءً يتطلب دقة عالية وخبرة كبيرة. تُجرى العملية في مختبر قسطرة القلب (Cath Lab)، وتستغرق عادةً من ساعة إلى ساعتين، ولكنها قد تطول أكثر في الحالات المعقدة.

  1. الوصول والأوعية الدموية:
    1. يُعطى المريض مهدئًا خفيفًا للمساعدة على الاسترخاء، ويُطبق تخدير موضعي لتخدير موقع الدخول.
    1. يختار طبيب القلب التداخلي موقع الدخول، والذي غالبًا ما يكون الشريان الفخذي في منطقة الفخذ (Femoral Artery)، أو الشريان الكعبري في الرسغ (Radial Artery). يُفضل حاليًا استخدام الشريان الكعبري بشكل متزايد لتقليل مخاطر النزيف والمضاعفات في موقع الدخول.
    1. يُجري الطبيب شقًا صغيرًا في الجلد ويُدخل غلافًا واقيًا (Sheath) في الشريان، يُستخدم كمدخل آمن للأدوات.
  2. إدخال القسطرة والوصول إلى القلب:
    1. يُدخل الطبيب قسطرة رفيعة ومرنة (Guidewire) عبر الغلاف الواقي ويُوجهها بعناية عبر الشرايين الرئيسية وصولًا إلى الشرايين التاجية التي تُغذي القلب. يتم هذا التوجيه بمساعدة صور الأشعة السينية المتواصلة (Fluoroscopy) التي تُعرض على الشاشات في غرفة القسطرة.
    1. بعد أن يصل السلك الموجه إلى الشريان التاجي المصاب، تُمرر قسطرة توجيه أكبر حجمًا فوق السلك وتُوضع عند فوهة الشريان التاجي.
  3. تصوير الشرايين (Angiography):
    1. يُحقن صبغة خاصة (مادة تباين) عبر القسطرة التوجيهية في الشرايين التاجية. تُظهر هذه الصبغة الشرايين على صور الأشعة السينية بوضوح، مما يُمكن الطبيب من رؤية التضيقات أو الانسدادات بدقة وتحديد موقعها وحجمها وشدتها.
  4. توسيع الشريان بالبالون (Angioplasty):
    1. يُمرر قسطرة بالونية رفيعة جدًا عبر السلك الموجه وتُوضع داخل الشريان الضيق.
    1. يُنفخ البالون لعدة ثوانٍ لضغط اللويحات الدهنية على جدران الشريان، مما يُوسع الشريان ويستعيد تدفق الدم. قد تُنفخ البالونة عدة مرات.
  5. تركيب الشبكة القلبية (Stent Implantation):
    1. بعد توسيع الشريان بالبالون، تُمرر الشبكة القلبية (التي تكون مثبتة حول بالون آخر) إلى الشريان الضيق.
    1. يُنفخ البالون المثبت عليه الشبكة، مما يُفتح الشبكة ويجعلها تلتصق بجدار الشريان. تُشكل الشبكة دعامة دائمة تُبقي الشريان مفتوحًا.
    1. يُفرغ البالون ويُسحب بعناية، تاركًا الشبكة في مكانها.
  6. التحقق من النتائج وإغلاق موقع الدخول:
    1. يُعاد حقن الصبغة لضمان أن الشبكة في مكانها الصحيح وأن تدفق الدم قد تحسن بشكل فعال.
    1. يُسحب القسطرة والسلك الموجه، ويُغلق موقع الدخول في الفخذ أو الرسغ باستخدام تقنيات الضغط اليدوي أو أجهزة إغلاق خاصة لضمان إيقاف النزيف.

التعافي بعد عملية تركيب الشبكات القلبية

تُعد فترة التعافي بعد عملية تركيب الشبكات القلبية أسرع وأقل تعقيدًا بكثير مقارنة بجراحة القلب المفتوح. يُمكن لمعظم المرضى العودة إلى المنزل في نفس اليوم أو في اليوم التالي للإجراء.

  1. المرحلة المبكرة (في المستشفى – ساعات إلى يوم واحد):
    1. المراقبة: بعد الإجراء، يُنقل المريض إلى غرفة المراقبة، حيث يتم مراقبة العلامات الحيوية (ضغط الدم، النبض، التنفس)، وموقع الدخول للتحقق من أي نزيف أو تورم.
    1. الراحة: يُطلب من المريض الراحة في السرير لعدة ساعات، خاصة إذا كان موقع الدخول في الفخذ، لتجنب النزيف.
    1. إدارة الألم: عادة ما يكون الألم خفيفًا ويمكن التحكم فيه بمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.
    1. السوائل والطعام: يُمكن للمريض البدء بتناول السوائل والطعام الخفيف بمجرد أن تسمح حالته.
    1. الخروج من المستشفى: في معظم الحالات، يمكن للمريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم أو في صباح اليوم التالي، بمجرد أن يستقر حالته ويكون قادرًا على المشي.
  2. المرحلة المتوسطة (في المنزل – أيام إلى أسابيع):
    1. العناية بموقع الدخول: يجب على المريض الحفاظ على نظافة وجفاف موقع الدخول. قد يكون هناك كدمة صغيرة أو تورم خفيف، والذي يختفي تدريجيًا.
    1. النشاط البدني: يُنصح بالبدء بالمشي لمسافات قصيرة وزيادة النشاط تدريجيًا. يجب تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الأنشطة البدنية الشاقة لعدة أيام إلى أسبوع.
    1. الأدوية: يُعد الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة أمرًا بالغ الأهمية، خاصة الأدوية المضادة للصفائح الدموية (الأسبرين ودواء آخر مثل كلوبيدوغريل أو تيكاجريلور). هذه الأدوية تمنع تكوّن الجلطات داخل الشبكة وتُقلل من خطر انسدادها. قد تستمر فترة تناول هذه الأدوية لعدة أشهر أو سنوات، حسب نوع الشبكة وحالة المريض.
    1. التغذية ونمط الحياة: يُنصح باتباع نظام غذائي صحي للقلب، الإقلاع عن التدخين (إن وجد)، الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام.
    1. برامج إعادة تأهيل القلب: قد يُوصى بالانضمام إلى برنامج إعادة تأهيل القلب (Cardiac Rehabilitation)، وهو برنامج مُشرف عليه يُساعد المرضى على استعادة قوتهم، تعلم كيفية إدارة أمراض القلب، وتحسين نمط حياتهم.
  3. المرحلة طويلة الأمد (أشهر وسنوات):
    1. المتابعة الدورية: تُعد المتابعة المنتظمة مع طبيب القلب أمرًا ضروريًا لتقييم الصحة القلبية، ومراقبة فعالية الأدوية، وإجراء الفحوصات اللازمة.
    1. الالتزام بنمط حياة صحي: يُعد الحفاظ على نمط حياة صحي أمرًا حيويًا على المدى الطويل لمنع تطور المزيد من تضيقات الشرايين التاجية في مناطق أخرى.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

على الرغم من أن عملية تركيب الشبكات القلبية تُعد آمنة وفعالة، إلا أنها، مثل أي إجراء طبي، تحمل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. تُعد هذه المضاعفات نادرة نسبيًا، ولكن من المهم أن يكون المرضى على دراية بها وأن يناقشوها مع طبيبهم.

  • المخاطر المرتبطة بموقع الدخول (الفخذ أو الرسغ):
    • النزيف أو الكدمات: تُعد الأكثر شيوعًا، وعادةً ما تكون خفيفة. في حالات نادرة، قد يكون النزيف شديدًا ويتطلب تدخلاً.
    • تكون ورم دموي (Hematoma): تجمع للدم تحت الجلد.
    • العدوى: في موقع الدخول، وهي نادرة.
    • تلف الشريان: نادرًا ما يحدث ثقب في الشريان أو تلف للأعصاب المحيطة.
  • المخاطر المرتبطة بالقلب والشرايين التاجية:
    • النوبة القلبية: يمكن أن تحدث نوبة قلبية أثناء أو بعد الإجراء، خاصة إذا حدث انسداد مفاجئ للشريان المعالج أو إذا تكونت جلطة دموية.
    • السكتة الدماغية: على الرغم من ندرتها الشديدة، يمكن أن تحدث السكتة الدماغية بسبب انتقال جلطة دموية أو لويحة إلى الدماغ.
    • تمزق الشريان التاجي (Coronary Artery Dissection/Perforation): قد يحدث تمزق أو ثقب في جدار الشريان التاجي، وهي مضاعفة خطيرة قد تتطلب جراحة قلب مفتوح طارئة.
    • عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmias): قد تحدث أثناء الإجراء، وعادة ما تكون مؤقتة.
    • تفاعلات تحسسية: تجاه الصبغة المستخدمة في الأشعة السينية أو الأدوية الأخرى.
    • مشاكل في الكلى: قد تُسبب الصبغة المستخدمة في الأشعة السينية ضررًا مؤقتًا أو دائمًا للكلى، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل كلوية موجودة مسبقًا.
    • انسداد الشبكة (Stent Thrombosis): تُعد مضاعفة نادرة ولكنها خطيرة تحدث عندما تتكون جلطة دموية داخل الشبكة بعد تركيبها، مما يؤدي إلى انسداد الشريان. يُقلل العلاج المزدوج المضاد للصفائح الدموية بشكل كبير من هذا الخطر.
    • عودة التضيّق داخل الشبكة (In-Stent Restenosis): على الرغم من أن الشبكات الدوائية قللت بشكل كبير من هذا الخطر، إلا أنه لا يزال ممكنًا، ويحدث عندما تنمو الخلايا بشكل مفرط داخل الشبكة وتُسبب تضيّقًا جديدًا. قد يتطلب ذلك إجراءً إضافيًا.
شبكات قلبية

التوقعات ونتائج ما بعد عملية تركيب الشبكات القلبية

تُعد عملية تركيب الشبكات القلبية إجراءً فعالاً للغاية في تحسين الأعراض، تقليل مخاطر النوبات القلبية، وتحسين جودة حياة مرضى الشريان التاجي. تعتمد التوقعات طويلة الأمد بشكل كبير على عدة عوامل:

  • التحسن في الأعراض: يُبلغ غالبية المرضى عن تحسن كبير في أعراض الذبحة الصدرية وضيق التنفس بعد تركيب الشبكات، مما يُمكنهم من استئناف الأنشطة اليومية بشكل أكثر راحة.
  • تقليل مخاطر النوبات القلبية: من خلال استعادة تدفق الدم الطبيعي، تُقلل الشبكات من خطر حدوث نوبات قلبية مستقبلية مرتبطة بالشريان المعالج.
  • معدلات النجاح: تُظهر الدراسات أن عملية رأب الوعاء التاجي مع تركيب الشبكات تتمتع بمعدلات نجاح عالية في فتح الشرايين الضيقة، تتجاوز 90% في معظم الحالات.
  • جودة الحياة: يُسهم الإجراء بشكل كبير في تحسين جودة حياة المريض، مما يُمكنه من العودة إلى نمط حياة أكثر نشاطًا واستقلالية.
  • الحاجة إلى علاجات إضافية: في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لإجراءات إضافية في المستقبل إذا تطورت تضيقات جديدة في شرايين أخرى أو حدثت عودة تضيّق داخل الشبكة.
  • أهمية نمط الحياة والأدوية: تُعد الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة (خاصة الأدوية المضادة للصفائح الدموية)، وتعديل نمط الحياة (مثل الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة) أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على نتائج العملية والوقاية من مشاكل القلب المستقبلية. هذه الإجراءات لا تُعالج المرض الأساسي لتصلب الشرايين، ولكنها تُحسن تدفق الدم.

الخاتمة

إن تركيب الشبكات القلبية (CRT) يمثل طفرة علاجية في مجال فشل القلب مع عدم تزامن البطينين. يستند نجاحه على الانتقاء الدقيق للمرضى، التقنية الاحترافية، وأهمية المتابعة الجادة.

بفضل التطورات المستمرة في تصميم الشبكات والتقنيات الإجرائية، أصبحت العملية أكثر أمانًا وفعالية من أي وقت مضى.

ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أن تركيب الشبكات ليس حلاً سحريًا يُلغي الحاجة إلى نمط حياة صحي..

فالالتزام بالحمية الغذائية المتوازنة، ممارسة النشاط البدني بانتظام، الإقلاع عن التدخين، والانتظام في تناول الأدوية الموصوفة، كلها عناصر حيوية للحفاظ على صحة القلب بعد العملية والوقاية من مشاكل مستقبلية.

تبرز مستشفى ليفا في تركيا كمركز متطور، يعتمد تقنيات عالية وبرامج متابعة دقيقة، ما يعزز فرص المرضى في تحسن ملحوظ وجودة حياة أفضل.

أسئلة شائعة

هل تركيب الشبكة القلبية مؤلم؟

لا، يتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي في موقع الدخول (الفخذ أو الرسغ)، وقد يُعطى المريض مهدئًا للمساعدة على الاسترخاء. لذلك، لا يشعر المريض بألم أثناء العملية نفسها، وقد يشعر ببعض الضغط أو الانزعاج الخفيف في موقع الدخول بعد العملية.

كم من الوقت تستغرق عملية تركيب الشبكات؟

عادةً ما تستغرق العملية حوالي ساعة إلى ساعتين، ولكن قد تختلف المدة اعتمادًا على عدد الشرايين التي سيتم علاجها ومدى تعقيد الحالة.

متى يمكنني العودة إلى الأنشطة العادية بعد تركيب الشبكة؟

يُمكن لمعظم المرضى العودة إلى أنشطتهم اليومية الخفيفة (مثل المشي الخفيف) في غضون يوم أو يومين بعد الإجراء. يُنصح بتجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الأنشطة البدنية الشاقة لعدة أيام إلى أسبوع. سيزودك طبيبك بتعليمات مفصلة بناءً على حالتك.

هل سأحتاج إلى تناول الأدوية بعد تركيب الشبكة مدى الحياة؟

نعم، ستحتاج إلى تناول بعض الأدوية مدى الحياة، خاصة الأسبرين. أما الأدوية المضادة للصفائح الدموية الأخرى (مثل كلوبيدوغريل أو تيكاجريلور)، فعادة ما تُوصف لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة أو أكثر، اعتمادًا على نوع الشبكة وحالتك. هذه الأدوية ضرورية لمنع تكوّن الجلطات داخل الشبكة.

ما هي فرص عودة انسداد الشريان بعد تركيب الشبكة؟

لقد قللت الشبكات الدوائية (DES) بشكل كبير من خطر عودة التضيّق داخل الشبكة (In-Stent Restenosis) إلى حوالي 5-10% أو أقل. ومع ذلك، لا يزال هذا ممكنًا. الالتزام بالأدوية ونمط الحياة الصحي يُقلل من هذا الخطر بشكل كبير.

هل يمكن للشبكة القلبية أن تتحرك داخل الشريان؟

ا، بمجرد أن تُفتح الشبكة داخل الشريان وتلتصق بجدرانه، فإنها تندمج مع جدار الشريان بمرور الوقت وتصبح جزءًا دائمًا منه. من النادر جدًا أن تتحرك الشبكة من مكانها بعد تركيبها بشكل صحيح.

Leave a Reply