إزالة البنكرياس أو ما يُعرف بجراحة البانكريكتومي هي تدخل يشمل إزالة جزء أو كامل البنكرياس.
يُعتبر البنكرياس أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث يلعب دورًا مزدوجًا في إفراز الإنزيمات الهاضمة والهرمونات المنظمة لمستوى السكر في الدم.
لكن في بعض الحالات المرضية، يصبح استئصال البنكرياس ضرورة طبية لإنقاذ حياة المريض.
يُلجأ إليه فقط في حالات طبية جدية بعد تشخيص دقيق، وتتم في مؤسسات متقدمة مثل مستشفى ليفا في تركيا التي تعتمد بروتوكولات دولية وتقنيات جراحية حديثة.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى استئصال البنكرياس، مع التركيز على أحدث التقنيات الجراحية والمضاعفات المحتملة، بما في ذلك تجربة مستشفى ليفا في تركيا كواحد من المراكز المتخصصة في هذا النوع من الجراحات المعقدة.

الأسباب الرئيسية لاستئصال البنكرياس
قد تبدو فكرة إزالة عضو مهم مثل البنكرياس أمرًا صادمًا للكثيرين، لكن في بعض الحالات الطبية المعقدة، تصبح هذه الخطوة ضرورة لا مفر منها للحفاظ على حياة المريض أو تحسين جودة حياته.
سنستعرض بشكل مفصل الأسباب الطبية التي تدفع الأطباء لاتخاذ قرار استئصال البنكرياس، معتمدين على أحدث الدراسات والمصادر الطبية الموثوقة.
السرطان البنكيّاسي (Pancreatic Cancer)
في البداية، يُعتبر سرطان البنكرياس من الأسباب الرئيسية لضرورة إزالة البنكرياس. يُعد سرطان القنوات البنكرياسية (ductal adenocarcinoma) شائعًا وفي مراحل متقدمة تكون الجراحة هي سبيل العلاج الوحيد الممكن لتحقيق الشفاء.
الإجراء قد يكون جزئي (Whipple أو استئصال رأس البنكرياس) أو كلي (pancreatectomy) حسب موقع الورم ومدى انتشاره
التهاب البنكرياس المزمن (Chronic Pancreatitis)
أحيانًا يكون التهاب البنكرياس مزمنًا وألمًا لا ينتهي. يحدث التهاب مزمن نتيجة اضطرابات مثل تعاطي الكحول أو أسباب وراثية، ويؤدي إلى ألم شديد ومضاعفات.
إذا فشلت العلاجات الدوائية أو المناظير في تخفيف الأعراض، قد تُلجأ جراحة إزالة الكلية أحيانًا كحل أخير. هناك خيار ملائم في بعض الحالات وهو إزالة البنكرياس الجزئي مع زراعة خلايا “Islet” ذاتيًا لمنع الإصابة بالسكري التام.
أورام غير سرطانية (Benign and Precancerous Lesions)
ببساطة، ليس كل ورم خبيثًا. أورام مثل الورم العصبي الصماوي (neuroendocrine tumors)، وسرطانات الكيسات (cystadenomas/cystadenocarcinomas)، وأورام داخل القنوات المخاطية (IPMN)، قد تستدعي إزالة البنكرياس لتفادي تحولها أو ظهور أعراض .
عند انتشار ورم IPMN عبر القنوات بشكل واسع، يُوصى بالجراحة الكاملة وخاصة IPMN الرئيسي.
أورام متعددة أو وراثية (Multifocal/Hereditary Conditions)
الوراثة تلعب دورًا. حالات مثل متلازمة MEN أو ورم عصبي متعدد المستويات، أو أورام صارمة وراثية وتعددية تنتشر في البنكرياس؛ هنا تكون إزالة الكلي أمر ضروري .الوراثة لا مهرب منها، لكن يمكن السيطرة عليها عبر تدخل مبكر جراحي.
مضاعفات جراحية سابقة أو تسرب البنكرياس (Complications of Prior Surgery)
بشكل واقعي، بعض الجراحات الفاشلة تتطلب تدخلًا آخر. حالات النزيف أو التسرب من وصلة البنكرياس بعد جراحة Whipple قد تفرض إزالة البنكرياس بأكمله كإجراء إنقاذي .
إصابات أو أضرار شديدة (Severe Trauma or Necrotizing Pancreatitis)
أحيانًا تحدث إصابة مباشرة بالغة مثل رض على البنكرياس. حالات نادرة تُستدعي إزالة جزئية أو كلية، خاصة عند وجود التهاب نخر خطير .
التقنيات الجراحية وأنواع الاستئصال
- استئصال كلي (Total Pancreatectomy): إزالة كاملة للبنكرياس، يُستخدم في الحالات المتقدمة من السرطان أو التهاب البنكرياس المزمن المنتشر .
- استئصال رأسي أو Whipple: يترك جزءًا من البنكرياس ويُستخدم في أورام الرأس .
- استئصال ذيل أو جسد البنكرياس (Distal): يُستخدم في أورام موجودة فقط في الجسد أو الذيل .

الحياة بعد الإزالة: إدارة فقدان وظائف البنكرياس
بصراحة، العيش بعدها يتطلب عناية مستمرة. فقد الوظائف الهرمونية والإفرازية قد يقود إلى سكري حاد (نوع 1) ونقص في الإنزيمات الهاضمة.
حوالي ثلث المرضى قد يتحكمون بالسكري بعد زراعة خلايا Islet . العلاج يشمل إنزيمات هاضمة، وإدارة السكري (أنسولين)، ومتابعة تغذوية مكثفة. مخاطر ومضاعفات الاستئصال تشمل:
المضاعفات الفورية
نزيف، عدوى، أو تسرب إنزيمات البنكرياس (الناسور البنكرياسي).
المضاعفات طويلة المدى
- السكري: يحتاج جميع المرضى بعد الاستئصال الكلي إلى الإنسولين.
- سوء الامتصاص: بسبب نقص الإنزيمات الهاضمة، مما يتطلب تناول إنزيمات بديلة.
استئصال البنكرياس في مستشفى ليفا في تركيا
استئصال البنكرياس هو إجراء ينقذ الحياة في حالات الأورام الخبيثة أو الأمراض المستعصية، لكنه يتطلب فريقًا جراحيًا خبيرًا وتقنيات متطورة كما في مستشفى ليفا.
مع التقدم في الجراحات طفيفة التوغل، أصبحت نتائج هذه العمليات أكثر أمانًا، مما يمنح المرضى فرصة لحياة طبيعية نسبيًا بعد الجراحة.يوفر مستشفى ليفا رعاية ممتازة باستخدام تقنيات:
- جراحة دقيقة (روبوتية أو بالمنظار) لتقليل المضاعفات.
- فريق متعدد التخصص يتابع بعد الجراحة لضبط مستويات السكري والإنزيمات الهاضمة.
- اعتماد بروتوكولات حديثة، بما في ذلك زراعة خلايا Islet الذاتية بعد إزالة البنكرياس لإنقاذ وظيفة الأنسولين عند المصابين بالتهاب مزمن.
خاتمة
استئصال البنكرياس يُعد خيارًا جراحيًا حاسمًا في حالات معينة من السرطان المزمن أو النزيف أو الأورام المتعددة. الإجراء يحفظ حياة المريض، لكنه يأتي بمسؤوليات مدى الحياة تشمل السكري ونقص الإنزيمات. لكن مع التقنيات الطبية المتقدمة، والرعاية الشاملة في مراكز مثل مستشفى ليفا، يمكن الحفاظ على جودة حياة مرضى بعد الجراحة.
الأسئلة الشائعة
هل إزالة البنكرياس تعني موت المريض؟
لا، يمكن العيش بدون بنكرياس للأعوام الطويلة باستخدام الأنسولين والإنزيمات الهاضمة المناسبة .
متى يُنصح بزراعة خلايا Islet ذاتية؟
تُستخدم بعد إزالة البنكرياس الكلي في حالات التهاب مزمن عند توفر خلايا سليمة كافية لزراعتها .
ما الفرق بين إزالة البنكرياس جزئي وكلي؟
الجزئي يترك جزءًا من البنكرياس ويقلل المضاعفات، بينما الكلي يزيله كاملاً ويُستخدم للحالات المنتشرة أو الشديدة .
هل يمكن منع السكري بعد الاستئصال؟
لا عبر الاستئصال الكامل. مع ذلك، زراعة Islet أو نظام بنكرياس صناعي قد يحسّن التحكم بالسكري .
ما مضاعفات استئصال البنكرياس؟
تشمل تسرب البنكرياس، السكري، نقص الإنزيمات، اضطرابات غذائية، وإمكانية حدوث مضاعفات جراحية مثل العدوى أو النزف .
هل مستشفى ليفا خيار موثوق؟
نعم، بما أن ليفا تعتمد بروتوكولات عالمية، وتقنيات حديثة، وفريقًا متابعًا لحالات ما بعد الجراحة، فهي خيار جيد لهؤلاء الذين يحتاجون لهذا النوع من العمليات.