التهاب المفاصل ليس مجرد ألم يصادفنا أحيانًا، بل قد يتحوّل إلى حالة مزمنة تُعيق الحركة وتقلل جودة الحياة. التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى، خاصة عندما تتفاقم الأعراض وتصبح العلاجات الدوائية أو الطبيعية غير كافية.
عندما يصبح ألم المفاصل رفيقًا يوميًا لا يُطاق، ويُحبط المريض من فشل العلاجات الدوائية والطبيعية، تبرز الجراحة كباب أمل أخير.
التهاب المفاصل – ذلك المرض الصامت الذي ينهش الغضاريف ويُشوّه العظام – يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، لكن السؤال الأهم: متى تكون الجراحة ضرورة؟

ما هو التهاب المفاصل ولماذا قد يحتاج إلى جراحة؟
التهاب المفاصل هو حالة مرضية تصيب المفاصل، وتتميز بالتهاب الغشاء الزليلي، تلف الغضاريف، وأحيانًا تآكل العظام، مما يسبب ألمًا، تورمًا، وتقييدًا في الحركة.
هناك أنواع عديدة من التهاب المفاصل، أشهرها التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي). في المراحل المتقدمة، قد يؤدي التلف الشديد في المفصل إلى فقدان وظيفته، وهنا قد يصبح العلاج الجراحي ضرورة لتحسين جودة الحياة.
لذا فإن التهاب المفاصل ليس مرضًا واحدًا، بل مجموعة من الاضطرابات التي تسبب تلفًا تدريجيًا في الغضاريف والأنسجة المحيطة بالمفصل. أشهر أنواعه:
- الفُصال العظمي (Osteoarthritis): ينتج عن تآكل الغضروف مع التقدم في العمر أو الإصابات.
- التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis): مرض مناعي يهاجم فيه الجسم أنسجة المفاصل.
متى تتدخل الجراحة للتعامل مع التهاب المفاصل؟
عندما يصبح الدواء والعلاج الطبيعي بطيء وغير كافٍ، يأتي دور الجراحة.
يُستخدم التدخل الجراحي عندما لا تكفي العلاجات المحافظة—مثل الأدوية المضادة للالتهاب، وممارسة الرياضة، وتعديلات نمط الحياة—للتحكم بالأعراض.
الدراسات تؤكد أن التدخلات الجراحية تُفكر بعد تقييم شامل للألم، التأثير على الأنشطة اليومية، وجود تغيير تشريحي في المفصل، واستجابة المريض للخيارات الأخرى. باختصار، تصبح الجراحة خيارًا في حال:
- فشل الأدوية والعلاج الطبيعي بعد 3-6 أشهر.
- تدهور القدرة على الحركة (مثل عدم القدرة على صعود السلالم).
- تشوهات واضحة في المفصل أو آلام لا تُحتمل ليلًا .
أنواع العمليات الجراحية لالتهاب المفاصل
إليك نبذة عن بعض أهم العمليات التي قد يطرحها الأطباء للتعامل مع التهاب المفاصل، خاصة في الحالات المتقدمة من هذا المرض.
استبدال المفصل (Arthroplasty)
تخيل أنك تُزيل مفصلك التالف وتستبدله بآخر صناعي جديد.
الاستبدال الكامل أو الجزئي للمفصل يعد أكثر الإجراءات فعالية عند تلف مفاصل الركبة أو الورك أو الكتف بسبب التهاب مفصلي متقدم.
أظهرت الأبحاث أن المفاصل الصناعية تقلل الألم وتُحسّن الحركة ونوعية الحياة في أكثر من 90 ٪ من الحالات، وتتحمل أكثر من 15–20 سنة . في “مستشفى ليفا”، يجرى التدخل بجراحة دقيقة أو روبوت، ضمن فريق متعدد يعيد المريض إلى نشاطه بأسرع وقت ممكن.
ثتبيت المفصل بالجراحة (Arthrodesis)
في بعض الأحيان، يكون الحسم: نجمع العظام معًا بحيث لا يتحرك المفصل.
التثبيت الجراحي خيار لبعض مفاصل اليد، القدم، أو العمود الفقري. يحقق تخفيفًا واضحًا للألم لكنه يقلل الحركة. مثلاً، تثبيت الكاحل قد يكون الأفضل في الضرورة القصوى بدلًا من المفصل الصناعي .
تنظير المفصل وتنظيفه (Arthroscopic Debridement)
حين نصل للمفصل بعدسة وتقنية واضحة.
يستخدم التنظير لإزالة أنسجة التهاب، شظايا غضروف أو خطاف عظمي. الدراسات الحديثة وُجد أنها لا تفيد كثيرًا في تقليل الألم أو تحسّن الحركة مقارنة بالعلاج التقليدي، خاصة في التهاب مفاصل الركبة المتقدّم .
تقويم العظام (Osteotomy)
تخيّل تغييرًا هندسيًا في عظمك لتخفيف الضغط.
تقنيات كقطع العظم (osteotomy) تُستخدم لإعادة توزيع الوزن على الجزء السليم من المفصل، خاصة في الركبة المتضررة من التهاب أمامي. تساعد على تأخير الحاجة للمفصل الصناعي، وتفيد بشكل خاص للمرضى الشبان أو الرياضيين .
تنظير الغشاء الزلالي (Synovectomy)
لمن يواجه التهابًا زلاليًا حاداً.
في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب الغشاء الزلالي المقاوم للأدوية، تُستخدم الاستئصال الجراحي أو التنظير لإزالة الغشاء الملتهب. الدراسات تشير إلى تخفيف الألم وزيادة الحركة لسنوات، رغم أن التقنية نادرة الاستخدام مع توفر أدوية فعالة .

نتائج العمليات وأمانها
لا تخلو العمليات من مخاطر بسيطة تتعلق بعدم الالتئام، النزيف، أو العدوى. لكن استبدال المفاصل وخاصة الورك والركبة، ثبتت كفاءته العالية: نحو 95 ٪ من المرضى يشعرون بتحسن كبير في الألم والجودة الحياتية بعد عامين .
كما أظهرت البيانات أن نتائج استبدال مفصل الكتف متقدمة عند الشباب مقارنة بالتثبيت والتنظير .
خاتمة
نعم، يمكن علاج التهاب المفاصل بالجراحة عند فشل الخيارات المحافظة. استبدال المفاصل هو العلاج الأكثر فعالية، يليه تقنيات التثبيت والتقويم للحالات الخاصة. بينما تنظير المفصل يقلّ فعاليته في الحالات المتقدمة.
ليست كل حالات التهاب المفاصل تحتاج إلى جراحة، لكن عندما تصبح الخيار الوحيد، فإن التقنيات الحديثة في مراكز مثل مستشفى ليفا تُحولها من عملية مخيفة إلى فرصة حقيقية لاستعادة الحياة الطبيعية. المفتاح هو التشخيص الدقيق واختيار الفريق الجراحي المناسب.
عمليات المفاصل لدى مستشفى ليفا في تركيا
يُعد مستشفى ليفا مركزًا متخصصًا في مفاصل الركبة، الورك، والكتف، ويقدم:
- جراحات دقيقة ومطورة بالفيديو أو الروبوت لإعادة المفصل.
- تركيب أطراف صناعية عالية الجودة بتصاميم تناسب المريض.
- خيارات تقويمية للأعمار الأصغر كتقويم العظام.
- فريق متابعة شامل يشمل العلاج الطبيعي قبل وبعد العملية، مع تقييم مستمر لضمان سلامة واستقرار النتائج.
أسئلة شائعة
من هم المرشحون للجراحة؟
المرضى الذين يعانون ألمًا مزمنًا يؤثر على حياتهم اليومية ويصاحبهم تغيرات في التصوير بالرنين أو الأشعة.
كم تستمر الحياة بالمفصل الصناعي؟
غالبًا ما يتم استخدام الأطراف الصناعية لمدة 15–20 سنة، وبعضها يستمر حتى 30 سنة.
هل الجراحة مؤلمة جدًا؟
يتم التحكم في الألم بعد التكافل بين الأدوية والعلاج الطبيعي، ويساعد أسلوب “ليفا” الدقيق على تقليل الشعور.
هل يمكن العودة إلى الرياضة؟
بعد التعافي، يمكن استئناف نشاطات غير قوية مثل المشي، السباحة، وركوب الدراجة. الرياضات العنيفة قد تُمنع.
هل كل الحالات تحتاج عملية؟
ليست كل الحالات؛ فقط التي لا تستجيب للعلاج التحفظي يؤدي فيها التخطيط الدقيق إلى قرار ملائم.
هل الجراحة آمنة؟
نعم، خاصة في مراكز متخصصة مثل “ليفا” حيث تُطبّق معايير صارمة في التعقيم، التثبيت والمراقبة المضبوطة.