Skip to main content

يعتبر التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation – DBS) أحد أهم التقنيات العصبية الحديثة التي تستخدم تكنولوجيا الشريحة العصبية لتعزيز الاتصال الكهربائي داخل مناطق الدماغ المُستهدَفة، بهدف تخفيف أعراض اضطرابات عصبية شديدة.

في عالم الطب المتقدم، تبرز هذه التقنية كواحدة من أكثر الإجراءات العصبية تعقيداً وإثارة للاهتمام. هذه التقنية الثورية، التي تشبه إلى حد ما “منظم ضربات القلب للدماغ”، أصبحت خياراً علاجياً مهماً للعديد من الحالات العصبية المستعصية.

تُجرى هذه العملية في مراكز متقدمة مثل مستشفى ليفا بإسطنبول، وتُعتبر خيارًا علاجيًا متقدّمًا عندما تفشل العلاجات التقليدية كالدواء أو العلاج الطبيعي.

عملية التحفيز العميق للدماغ

دواعي إجراء التحفيز العميق للدماغ

التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation) هو إجراء جراحي يتم فيه زرع أقطاب كهربائية في مناطق محددة من الدماغ. هذه الأقطاب متصلة بجهاز يشبه منظم ضربات القلب يتم زرعه تحت جلد الصدر، والذي يرسل نبضات كهربائية لتنظيم النشاط غير الطبيعي في الدماغ.

اضطرابات الحركة مثل الشلل الرعاش

يُستخدم DBS على نحو واسع لعلاج مرض باركنسون – خصوصاً الأعراض المقاومة للأدوية مثل الرعاش، البُطء الحركي والتصلّب العضلي. تظهر دراسات أن التقنية تُخفض الحاجة إلى دواء الليفودوبا بمقدار يزيد عن 50% لدى بعض المرضى، إذ تساعد على تحسين الحركة وتخفيف التصلّب .

مرض باركنسون

يعد مرض باركنسون المؤشر الرئيسي للتحفيز العميق للدماغ. أظهرت الدراسات أن التحفيز العميق للدماغ يمكن أن يحسن هذه الأعراض بنسبة تصل إلى 70-80% في الحالات المختارة بعناية. يعاني المرضى عادة من الرعاش الذي لا يستجيب للأدوية وتيبس العضلات الشديد وبطء الحركة.

الرعاش الأساسي والخلل الوضعي

يمثل الرعاش الأساسي اضطراباً شائعاً يمكن التحكم فيه باستخدام حفز نواة الثلم أو غيرها من البنى الدماغية، فتساعد التقنية على تقليل درجة الرعاش بشكل ملحوظ وتحسين نوعية الحياة .

الديستونيا

يمكن أن يساهم DBS في تخفيف التشنجات العضلية لمرضى الديستونيا، رغم أن نسبة فشل القطع أو تكسّر الأسلاك أعلى مقارنة بالاضطرابات الأخرى.

الصرع المقاوم

يُستخدم التحفيز العميق لعلاج الصرع الذي لا يستجيب للأدوية، حيث ثبت أن DBS يُقلل عدد النوبات لدى بعض المرضى الذين خضعوا لهذا التقليد.

اضطرابات نفسية عصبية

يُعتبر العلاج التجريبي بتحفيز مناطق مثل الحُصين أو القشرة الوعائية الصدغيّة فعالاً في بعض حالات الوسواس القهري والاكتئاب المقاوم للعلاج – وقد أظهرت حالات سريرية نتائج واعدة، رغم أن تبنّي الطريق العلاجية لم يُعمّم بعد.

كيف تُجرى العملية عمليًا؟

  • مرحلة التخطيط: تُجرى صور بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي لتحديد الأهداف الدماغية بدقة (مثل النواة تحت المهادية subthalamic nucleus).
  • الزرع الجراحي: يُدخَل الإلكترود عبر ثقوب صغيرة في الجمجمة، ثم يوصل بـ “مولّد نبضات” صغير يُزَرَع تحت الجلد قرب الترقوة .
  • البرمجة والمتابعة: تُفعّل الإشارة الكهربائية بعد فترة نقاهة، ويتم ضبطها بدقة حسب استجابة العلامات الحركية أو السلوكية للمريض .

المضاعفات الجراحية المبكرة

النزيف الدماغي

قد تحدث نزوف داخلية تقل نسبة حدوثها عادةً، لكنها قد تسبب سكتة أو ضعف عصبي دائم .

العدوى

تشمل التهابات عند مدخل الإلكترود أو حول جهاز تنظيم نبضات القلب، وتُشكل نسبة التقارير عند نحو 5% من المرضى؛ بعض الحالات قد تتطلّب إزالة الجهاز مؤقتًا .

خطأ في وضع الأسلاك الإلكترونية

قد تؤدي إلى ضعف فعالية التحفيز أو ظهور أعراض جانبية؛ أحياناً تحتاج لإعادة جراحة لتصحيح الوضع .

المضاعفات الجانبية الوظيفية

آثار نفسية (اكتئاب، هوس، رغبة انتحارية)

لا سيَّما عند تحفيز النواة تحت المهادية—حيث قد يعاني بعض المرضى من اكتئاب أو تبلّد شعوري بعد الخيار العلاجي. يُنصح بمتابعة نفسية مستمرة .

ضعف المعرفة والذاكرة

تشمل صعوبة في الكلام أو بطء في الأداء المعرفي، ولا سيّما الناتجة عن التشويش الجهازي أو تحفيز القشرة الأمامية أثناء الإجراء .

نوبات أو تشنّجات مؤقتة

قد تحدث خلال مرحلة الزرع أو الضبط الأولي للجهاز، وقد تتراجع مع إعادة ضبط المعطيات التقنية .

المخاطر المتعلقة بالجهاز (Hardware-Related)

  • العدوى الموضعيّة: تُعد أكثر شيوعاً، وتستدعي علاجاً بالمضادات الحيوية أو إزالة الجهاز.
  • انكسار أو هجرة الأسلاك: نسبة الإصابة أعلى في مرضى الديستونيا؛ تتطلب أحيانًا إصلاحاً جراحياً  .

تجربة مستشفى ليفا في تركيا

مستشفى ليفا تعتمد هذه التقنية ضمن بروتوكولات دقيقة تشمل تخطيطاً تصويرياً مسبقًا وبرمجة مخصصة للحالة، تُمكّن من تحقيق نتائج فعالة مع تقليل الأعراض الجانبية. يقدم مستشفى ليفا بنية تحتية متكاملة تشمل:

  1. فريق جراحي متعدد التخصصات لتقييم المرضى وتخطيط الأهداف.
  2. أحدث أنظمة التنشئة العصبية ومتابعة ما بعد الجراحة.
  3. بروتوكولات محدّثة لضبط مستويات التحفيز وتقليل الأعراض الجانبية النفسية والمعرفية.

يجمع المستشفى بين الخبرات التقنية العالمية ومتابعة شخصية دقيقة لتعزيز معدلات النجاح.

خاتمة

يُعد التحفيز العميق للدماغ مظهراً بارزاً من مظاهر التقدّم الطبي، ويُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في حياة المرضى المصابين بأمراض عصبية مزمنة.

يظل التحفيز العميق للدماغ أحد أكثر العلاجات تعقيداً وإثارة في مجال الطب العصبي. بينما يحمل هذا الإجراء مخاطر لا يمكن تجاهلها، فإن فوائده المحتملة لمرضى معينين يمكن أن تكون مذهلة. مع التطور المستمر في التكنولوجيا وفهمنا للدماغ، من المتوقع أن تتوسع تطبيقات هذه التقنية في المستقبل.

إلا أن العملية لا تخلو من تحديات – جراحية، نفسية، معرفية، وتقنية – مما يستدعي اختياراً دقيقاً للمريض، تقييمًا متعمقًا، ومتابعة شاملة طويلة الأمد. وفي هذا السياق، تُعدّ مراكز متخصصة مثل مستشفى ليفا أيقونة للرعاية المتكاملة، ما يجعل العملية أكثر أمانًا وفعالية.

الأسئلة الشائعة

ما هي الحالات التي يُوصى فيها بإجراء DBS؟

يُرشّح عادة لمرضى باركنسون الذين لا تستجيب أضرارهم للأدوية، كذلك الرعاش الأساسي، الديستونيا، الصرع المقاوم، وغيرهم حسب الحالة.

ما أبرز مضاعفات الجراحة؟

النزيف الدماغي، العدوى، الأخطاء الموضعية للأسلاك، والتشنّجات العصبية المحتملة.

هل التحفيز العميق يسبب تغيرات نفسية؟

قد يظهر اكتئاب، فرط نشاط، أو حتى أفكار انتحارية عند البعض، خاصة مع غياب المتابعة النفسية.

كم تدوم فعالية الجهاز؟

غالبًا تعمل البطاريات من 3 إلى 5 سنوات قبل الحاجة لاستبدالها.

هل المؤهلون هم جميع المرضى؟

يُفرض تقييم دقيق للحالة الصحية العامة، الإدراك، والتوقعات الحياتية قبل الزرع.

لماذا يُعتبر مستشفى ليفا خيارًا متميزًا؟

يوفر تقييماً دقيقًا، فريقاً مؤهلاً دولياً، أجهزة حديثة، ومتابعة شاملة ما بعد العملية.

Leave a Reply