تُعدّ جراحات القلب من التدخلات الطبية الأكثر تعقيدًا وخطورة. يعود ذلك إلى الوظيفة الحيوية للقلب وتعقيد نظام الأوعية الدموية المرتبط به.
على الرغم من التقدم التقني والطبي، فإن بعض هذه الجراحات لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا، خاصة في حال توافرت عوامل خطورة عوامل المرض لدى المريض أو نقص الخبرات الطبية المناسبة.
عندما يتعلق الأمر بصحة القلب، فإن بعض الإجراءات الجراحية تكتسب سمعةً خاصة بسبب تعقيدها ومخاطرها المحتملة.
قبل الخوض في تفاصيل العمليات نفسها، من المهم أن نفهم المعايير التي تحدد خطورة أي عملية قلبية. ليست كل العمليات متساوية من حيث مستوى الخطورة، فهناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيسياً في تحديد درجة الخطر.

زراعة القلب
زراعة القلب تتصدر القائمة عندما نتحدث عن أخطر عمليات القلب على الإطلاق. هذه الجراحة المعقدة لا تتطلب فقط مهارة جراحية استثنائية، ولكنها أيضاً تعتمد على توفر عضو سليم وفي الوقت المناسب. تشمل التحديات الرئيسية:
- رفض الجسم للقلب المزروع حيث يحتاج المريض لأدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة
- عدوى ما بعد الجراحة بسبب ضعف المناعة الناتج عن الأدوية
- مشاكل في الشرايين التاجية للقلب المزروع
- الوفاة أثناء الانتظار على قائمة الزراعة
الجراحة التداخلية المفتوحة للأبهر (Open Aortic Surgery)
الجراحة المفتوحة على الأوعية الأبهرية، خصوصًا عند علاج تمددها أو إصلاح تشوهات خلقية، تُصنّف من بين أخطر العمليات.
تشمل المخاطر النزيف الكبير، إصابة الحبل الشوكي مما يؤدي إلى شلل جزئي أو كلي، ومضاعفات كلوية أو تنفسية نتيجة رفع الضغط داخل الصدر والاستنشاق المزدوج.
إجراء بنتال (Bentall Procedure)
نلجأ إلى هذا الإجراء عندما يكون هناك خلل في صمام الأبهر يترافق مع تمدد في الجذع الأبهر. الجراحة تشمل استبدال الصمام واستئصال جزء من الأبهر وطرقه الصناعية وتوصيله بالشريان الأبهر.
مراحل الخطورة تشمل انفجار الشريان، تعطل الصمام الاصطناعي، تمزق جانبي، أو مضاعفات ناتجة عن عملية استخدام الدورة القلبية الرئوية.
إزالة الجلطات من الشريان الرئوي (Pulmonary Thromboendarterectomy – PTE)
تُجرى هذه العملية لعلاج الضغط الرئوي المزمن الناتج عن تجمع الجلطات داخل الشرايين الرئوية. تتطلّب استخدام دورة قلبية رئوية وتبريد مفرط للجسم، وهذا يزيد من مخاطر الإقامة الطويلة بالمستشفى، الجلطات الإضافية، ونقص تروية الدماغ.
استبدال أو إصلاح صمام الميترال
عند حدوث قصور أو تسرب في الصمام الميترالي، يُلجأ إلى الإصلاح أو الاستبدال. تقلّ خطورة الإصلاح عن الاستبدال، لكن كلاهما ينطوي على مخاطر النزيف، العدوى، السكتة الدماغية، والإعادة العملية.
مجازة الشرايين التاجية (CABG)
عمليات تجاوز الشريان التاجي هي الأكثر انتشارًا للعلاج. تكون نسب النجاح مرتفعة، لكن تبقى هناك مخاطر مثل النزيف بعد الجراحة، اضطرابات نظم قلبية، فشل كلوي، أو سكتة دماغية ناتجة عن التخثر أو صغرات هوائية.
إعادة العمليات القلبية (Redo Cardiac Surgery)
الجراحة في قلب سبق أن خضع لجراحة سابقة تصبح أكثر تأكيدًا في المخاطر نظرًا لتشكل الندوب والالتصاقات، مما يصعّب الوصول إلى مناطق العمل ويزيد من احتمالية النزف وإصابات الأعضاء المجاورة.
تركيب جهاز دعم البطين الأيسر (LVAD)
يعدّ تركيب أجهزة دعم البطين أحيانًا كبديل مؤقت أو دائم في حالات فشل القلب المتقدمة. يحمل هذا الإجراء مخاطر النزف، العدوى التي تستهدف الجزء المزروع، واضطرابات تخثر قد تؤدي إلى جلطة أو نزيف دماغي.
استخدام تقنية الدورة القلبية الرئوية (Cardiopulmonary Bypass – CPB)
تقنية تعتمد عليها معظم جراحات القلب المفتوحة. رغم أنها أساسية لاستمرارية الحياة خلال العملية، إلا أنها قد تتسبب في تحلل دموي، انخفاض ضغط مفاجئ، اضطرابات تخثر، ردة فعل مناعي، وحتى اضطراب إدراكي مؤقت بعد الجراحة.

جراحة القلب عند الأطفال: تحديات فريدة
جراحات القلب لدى الرضع والأطفال تحمل مخاطر خاصة بسبب:
صغر حجم الأعضاء: مما يجعل التقنية الجراحية أكثر تعقيداً
التشوهات الخلقية المعقدة: التي قد تشمل عيوباً متعددة
حساسية أنسجة الطفل: لقلة تحملها للإجراءات الغازية
عمليات القلب لدى مستشفى ليفا في تركيا
مستشفى ليفا بإسطنبول يُعدّ أحد المراكز المتقدمة عالميًا في مجال الجراحة القلبية. يتميز بتوظيف فريق متعدد التخصصات—أطباء قلب، جراحين، أخصائيي عناية مركّزة بالإضافة إلى أجهزة عالية التقنية لمحاكاة العمليات قبل إجرائها، مما يقلل معدلات المضاعفات.
تعتمد المستشفى بروتوكولات متابعة مشددة تشمل تصويرًا وصورًا دورية للاطمئنان، ورصدًا دقيقًا خلال عملية العودة للحياة اليومية بعد الجراحة.
الخاتمة
مع التقدم الطبي الهائل، تبقى بعض عمليات القلب ضمن فئة “الأخطر”، نظرًا لتعقيدها ووظيفة القلب الحيوية؛ مثل جراحة الأبهر المفتوحة، إجراء بنتال، واستبدال الصمام الميترالي.
بينما تظل جراحات القلب بشكل عام آمنة مع معدلات نجاح عالية، فإن بعض الإجراءات تكتسب سمعة “الأخطر” بسبب تعقيدها ومعدلات المضاعفات المرتفعة. التقدم الطبي المستمر في مراكز متخصصة مثل مستشفى ليفا في تركيا يسهم في تقليل هذه المخاطر بشكل كبير.
تبقى نتائج العملية مرتبطة بمدى جهازية المركز الطبي وكفاءة الفريق، لا سيما أمثال مستشفى ليفا التي تقدم نموذجًا لشراكات طبية متكاملة تسعى لتقليل المضاعفات.
الأسئلة الشائعة
ما مدى شيوع استخدام جراحة الأبهر المفتوحة؟
توجد خاصة لعلاج تمدد الأبهر أو إصلاحه، لكنها أقل شيوعًا من مجازة التاج.
هل يُفضّل إصلاح صمام أو استبداله؟
الإصلاح يكون أقل خطورة وطويل الأمد، لكن لا يمكن تطبيقه على كل الحالات.
ما سرعة الانتعاش بعد تركيب LVAD؟
تختلف حسب الحالة، لكنها تبدأ عادة بعد أسابيع مع متابعة عن كثب لتجنب العدوى.
هل تكون إعادة الجراحات السابقة دائمًا أشد؟
نعم، وجود ندوب وزيادة التندب تجعل العملية أكثر تعقيدًا ومخاطرًا.
هل يمكن تجنب استخدام CPB؟
بعض العمليات التاجية المؤدّاة دون CPB (off-pump CABG) تقلل بعض المضاعفات، لكنها ليست مناسبة للجميع.
كيف يساهم مستشفى ليفا في تقليل المخاطر؟
من خلال بروتوكولات بعد الجراحة عن بُعد، أجهزة مراقبة عالية القبيلة، وتعامل سريع مع أي مضاعفات قبل خروج المريض.